رئيس الهيئة الإيرانية لمساعدة لبنان أكد أنه تم مسح الأضرار من العدوان خلال ١٥ يوما
حسام نويس ل "الأنباء": خطتنا لإعمار لبنان تنقسم إلى ٣ مراحل والحديث عن تكلفة مشاريعنا وأعمالنا يثير بلبلة في الوسط الإعماري
ليس صحيحا أننا تخلينا عن بناء جسري الدامور وتدخلنا لإعمار لبنان لم يكن لامتصاص النقمة الشيعية ضد حزب اﷲ
سببان وراء استقلالنا عن الحكومة اللبنانية وعن أجهزتها المختصة في إطار تنفيذ المشروعات ليست لدينا مشاكل مع الحكومة اللبنانية إنما يبدو أن حكومة السنيورة لديها مشاكل معنا
بيروت - زينة طبارة 15 آذار 2008
المساعدات الاعمارية التي قدمتها ايران الى لبنان بعد حرب يوليو ٢٠٠٦، كانت محور اجتماع رئيس الحكومة فؤاد السنيورة مع سفير ايران محمد رضا شيباني، الذي عقد يوم الجمعة الماضي، بدعوة من رئيس الحكومة الذي استوضح من السفير الايراني اسباب الحملة الايرانية المباشرة عليه من باب المساعدات الاعمارية، خصوصا المقال الذي نشر في جريدة الاخبار، والذي اعتبره السنيورة خارقا للاعراف لديبلوماسية. وزير الشباب والرياضة احمد فتفت، الذي كان حاضرا الاجتماع في السراي الكبير قال ان الرئيس السنيورة استوضح واوضح ووجه رسائل ديبلوماسية الى طهران عبر سفيرها في بيروت، على امل المتابعة هذا الاسبوع. "الأنباء" سألت رئيس الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان م.حسام خوش نويس عن ماهية اللغط الحاصل حول المساعدات الاعمارية الايرانية، كيف واين ومتى، وشكل العلاقة مع حكومة الرئيس فؤاد السنيورة، فأجاب عبر المترجم يعقوب قصير مستهلا بتوجيه الشكر للكويت الشقيقة عبر باء" لموقفها الانساني، جريدة "الأن ومساهماتها الواسعة في مساعدة لبنان على النهوض من آثار الكارثة التي خلفها الصهاينة المعتدون. وفي تعريفه "للهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان"، قال: الجمهورية الاسلامية كانت من الدول السباقة التي اعلنت استعدادها للمساهمة في اعادة اعمار كل ما دمره العدو الصهيوني اثر حرب يوليو ٢٠٠٦، حيث حضر الى لبنان مساعد رئيس الجمهورية الاسلامية د.سعيد لو على رأس هيئة وزارية خدماتية والتقوا الرؤساء لحود وبري والسنيورة، وتم وضع أسس "الهيئة الايرانية للمساهمة في اعادة اعمار لبنان"، وقد كلفت شخصيا بتمثيل رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية احمدي نجاد، وبرئاسة الهيئة الايرانية للمساهمة في اعمار لبنان، كما تم تفويضي من الرئيس احمدي نجاد مباشرة بإدارة كل شؤون الهيئة، لاسيما المالية منها، دون العودة الى طهران لاتخاذ القرارات المناسبة للمهمة، وبعد اجراء المسح واطلاعنا بشكل كامل على حجم الاضرار، أعربنا للحكومة اللبنانية عن رغبتها في تكفل اعادة بناء الاماكن العامة مثل الجسور والطرقات والمستشفيات والمدارس وغيرها.
ومما جاء في الحوار:
يؤخذ عليكم انكم مستقلون عن الحكومة اللبنانية في تنفيذ المشاريع؟ مستقلون عن الحكومة اللبنانية وعن اجهزتها المختصة في هذا الاطار لجهة التلزيمات والنفقات فقط، وليس لجهة تحديد عدد المشاريع الموكلة الينا وحجمها، وبالتالي انجازها طبقا للمواصفات الموضوعة من قبل مجلس الإنماء والإعمار ووزارة الأشغال اللبنانية وذلك لسببين رئيسيين وهما: ١- أننا نملك هيئات ايرانية مختصة للتدخل السريع فيما يسمى بالأزمات والحالات الطارئة، أنشأتها الجمهورية الاسلامية بعد انتصار الثورة نظرا لما تعرضت له ايران من حروب وزلازل وكوارث، حيث قامت على اثرها خطة اعمارية طارئة تعنى بكل الازمات مهما كبر حجمها، وانطلاقا من هذا الواقع وضعنا خبرتنا الطويلة في معالجة الكارثة التي تعرض لها لبنان. ٢- ان الرئيس السنيورة اعلن يومها ان لبنان بلد منكوب، وارتأينا انه ليس باستطاعة الدولة اللبنانية وحدها ادارة نتائج العدوان لجهة الحجم الهائل للاضرار، مما حدا بنا الى تشكيل لجنة طوارئ سريعة لإعادة الإعمار، فكان تدخلنا السريع بتوجيه من الحكومة اللبنانية انما باستقلالية عن هيئاتها المختصة.
شكوى من الهدر أليس لأنكم تثقون بالحكومة اللبنانية؟ ليس الموضوع موضوع ثقة، لكننا أجرينا دراسات مسبقة لطريقة الانفاق اللبناني فتبين لنا وجود هدر كبير في لبنان، لكن هذا لم يكن السبب الرئيسي، فنحن اعطينا منذ البداية كل الثقة للحكومة اللبنانية وأبدينا لها رغبتنا في التعاون معها الى اقصى حدود التعاون. ومنذ ان وضعنا اسس الهيئة الايرانية - بعد البروتوكولات والاتفاق مع الدولة اللبنانية على اعادة اعمار كل ما يوكل الينا دون استثناء - كان هدفنا العمل بتوجيه مباشر من الحكومة اللبنانية ومن اجهزتها المختصة، لكن بعض العراقيل واجهتنا في هذه المهمة، ونحن اليوم نقدم تقارير مفصلة للحكومة اللبنانية عن كل مشروع يتم إنجاز. اذن نحن مستقلون لجهة التلزيمات والنفقات فقط، لكننا مرتبطون مع الحكومة اللبنانية من خلال الأجهزة المعنية بشكل كامل ومباشر بكل التفاصيل الباقية.
حجم الأعمال ما حجم الأعمال بالأرقام التي أنجزتموها في لبنان حتى الآن؟ قمنا بالمسح السريع للأضرار بالتعاون مع الجهات اللبنانية المكلفة خلال ١٥ يوما من تاريخ انتهاء العدوان على لبنان، وحددنا الكلفة المبدئية للمنشآت التي ستعيد الهيئة الايرانية إعمارها، وبعدها وجهنا انظارنا الى الاولويات التي تعني الشعب اللبناني بشكل مباشر والتي تساعده في استعادة حياته الطبيعية بأسرع وقت، ثم قسمنا لبنان الى عدة اقسام ووزعنا المكاتب الادارية بحسب الاضرار، فكانت الحصيلة ٤ مكاتب )في بعلبك، والضاحية الجنوبية، وشمال نهر الليطاني، وجنوبه( اضافة الى المكتب الرئيسي في بئر حسن المشرف على الامور والمالية والادارية، الفنية والتقنية كما انشأنا مكتبا فنيا آخرا يشرف على الامور الفنية، ووضعنا بتصرفه فيما بعد مختبرا مركزيا لاختبار كل ما نقوم به من اعمال لجهة النوعية.
خطط إعمارية ما خططكم الاعمارية في لبنان على المدى القصير والمتوسط والطويل؟ قسمنا برنامجنا في لبنان الى ٣ اقسام: مشاريع ذات المدى القصير والمتوسط والطويل. المدى القصير ٦ اشهر: الأماكن المتضررة جزئيا والتي تعتبر الحاجة الى اعمارها الاكثر الحاحا، وهي المدارس، المستشفيات، دور العبادة وبعض الطرقات الفرعية، وقد انتهى العمل بها بدعم مباشر لأصحابها. المدى المتوسط )١٥ شهرا(: وهي الاماكن المتضررة بشكل اكبر وقد انتهى العمل بها بنسبة ٩٥٪. المدى الطويل )حد اقصى ٣ سنوات(: وهي الطرقات الكبيرة وشبكات الكهرباء والجسور الكبيرة واهمها طريق "بعلبك - البزالية - الهرمل" وهي بعرض ٢٢ مترا. وما يؤخر الاعمال بعض الشيء في انهاء الطرقات هو موضوع الاستملاكات. وبناء للدراسات الموضوعة من المكتب الفني ستستغرق الاعمال سنتين اضافيتين كحد اقصى منذ تاريخ اليوم لنسلم الى الحكومة اللبنانية كل المشاريع التي أوكلت الينا.
المبالغ المنفقة ما المبلغ المالي الذي أنفقته الجمهورية الاسلامية حتى الآن وما المبلغ المتوقع انفاقه حتى اتمام مهمتكم؟ اولا لو نظرنا الى حجم المشاريع التي انجزتها الهيئة لتبين لنا بسهولة حجم المبالغ المنفقة، والكل في الدولة اللبنانية وخارجها رأى وعرف حجم مهمتنا، لكنني لا ادري اذا ثمن ما نقوم به، ثانيا انا لست مستعدا لعرقلة الامور في مهمتي وخلق السجالات بيني وبين احد من المعنيين في اعادة الاعمار، لكن كل ما استطيع قوله هو انه لا يوجد في لبنان سقف للكلفة في أي عمل اعماري أو تنموي، بحيث ان الكلفة تبدأ من الصفر وتبقى مفتوحة، لذلك فإن التصريح عن كلفة ما نقوم به من اعمال، بالرغم من المواصفات العالية التي نعمل طبقا لها، سيكشف الكثير من الحقائق المستورة والمخفية، ويثير بلبلة كبيرة في الوسط الاعماري.
لكن القارئ بحاجة الى دليل حسي وبالارقام لاقناعه بمصداقية كلامك؟ لا اود الدخول في صراع مع بعض الناس في هذا البلد العزيز، خصوصا بعد البلبلة التي اثيرت اخيرا اثر نشر تحقيق عن اعادة الاعمار في احدى الصحف اللبنانية، بعد اعلان مجلس الانماء والاعمار في مجلته في العدد الصادر في سبتمبر ٢٠٠٧ أي بعد سنة وشهر من العدوان على لبنان، ان كلفة اعادة بناء جسر "أبو الاسود" في الجنوب هي نحو مليون دولار اميركي. وبعدما تم تسليمه لنا لإعادة اعماره كهبة عينية من الجمهورية الاسلامية، نفذنا بناءه بكلفة ٨٨٫٠٠٠ دولار، وهذا المبلغ يشمل قيمة التأمين ال ١٠٪ التي تضعها الشركات المتعهدة، لكن ولسوء الحظ بعد ان قامت احدى الصحف اللبنانية المحلية بإجراء تحقيق عن عملية اعادة البناء تبين لها التفاوت بين الرقمين المذكورين اعلاه فسارعت الى نشر الموضوع مما أثار البلبلة، فقام مجلس الانماء والاعمار بالاتصال بنا للتوضيح وليعلن ان رقم المليون دولار جاء بناء على الصور الاولية المأخوذة عبر الاقمار الصناعية قبل الكشف فعليا من الفريق الفني. للمجلس على الجسر، لذلك اتمنى عليك ألا تدخلني اكثر بالتفاصيل لاني لا ارغب بالتصادم مع احد.
جسري الدامور لماذا تخليتم عن جسري الدامور؟ هل لانهما خارج المناطق الشيعية، خصوصا ان مجمل المشاريع التي تعهدتموها انحصرت في المناطق الشيعية؟ هذا الكلام غير صحيح، نحن تعهدنا اعادة بناء كل الجسور التي لم يتبن اعادة اعمارها احد، سواء كانت تقع في المناطق الشيعية او خارجها، ومن بينها جسرا الدامور: الاول يدعى جسر المسبح، والثاني جسر وزارة المهجرين. لكن بعد الكشف الميداني عليهما فقد تبين لنا ان جسر وزارة المهجرين يقود الى ارض زراعية ولم نتبين الفائدة من اعادة اعماره لان في ذلك هدرا للاموال نظرا لعدم استعماله من قبل السيارات، ومازلنا حتى الآن لا نعلم الاسباب التي دعت الى بناء هذا الجسر، اما جسر المسبح وايضا بعد الكشف الميداني عليه، تبين لنا ندرة الحركة عليه من قبل السيارات ومن قبل المشاة، فارتأينا عدم اولوية اعادة اعمار هذين الجسرين وتقدمنا بطلب استبدالهما بمشروع آخر، فتم اعطاؤنا مشروع طريق "بعلبك - البزالية - الهرمل" السريع، بهبة عينية معلنة تتجاوز ٢٥ مليون دولار للجزء الاول منه، علما ان كلفة بناء الجسرين المذكورين اعلاه لا تساوي جزءا صغيرا من مشروع الطريق المذكور، كما اننا طلبنا تسليمنا جسر الحازمية الغربي وجسرا اخر، الا ان الطلب لم يلق صدى له، لذلك فإن الكلام عن مناطق شيعية وغير شيعية هو كلام غير دقيق نهائيا ويهدف الى اثارة الحساسية.
ألم تتدخل ايران بهذا الحجم من الاموال لاعادة اعمار لبنان انقاذا لحزب اﷲ من النقمة ضده؟ لماذا اتى اشقاؤنا الكويتيون لمساعدة لبنان والمساهمة في اعادة اعماره؟ اليس لان كل الدول الصديقة والشقيقة معنية بآلام بعضها البعض؟ اذكرك بكلام احد الشعراء الفارسيين: "الناس كالبدن الواحد، اذا تألم العضو تداعت له باقي الاعضاء" او ليس هذا الشعار موجود اليوم على مدخل الامم المتحدة؟ نحن مبادئنا ثورية ونرفض وجود الظلم في العالم، وقد وقفنا مع الشعب الفلسطيني الذي ينتمي الى المذهب السني، بالرغم من تعرضنا الدائم الى الضغوطات من جراء موقفنا، كما ارسلنا المساعدات بسخاء الى باكستان يوم ضربها الزلزال، والاهم اننا ذهبنا الى المناطق المتضررة جراء اعصار كاترين الذي ضرب مناطق من الولايات المتحدة الاميركية، وقدمنا لها المساعدات السخية ايضا، ناهيك عن تركيا واندونيسيا، الا يحظى لبنان اقله بنفس الاهتمام الذي اوليناه الى باقي دول العالم؟ وجودنا في لبنان من مبدأ الهي وطبقا لتعاليم الرسالات السماوية الداعية الى المساعدة والتضامن من الانسان فكيف مع المظلومدعوة الطلاب إليها بعد إعادة إعمارها من الهيئة الإيرانيةبقايا المدرسة الوطنية اللبنانية بعد حرب يوليورئيس الهيئة الإيرانية لمساعدة لبنان أكد أنه تم مسح الأضرار من العدوان خلال ١٥ يوماولو كنا نقصد التسويق الإعلامي لكنا قدمنا المال عن بعد، ونشرنا الاعلانات ووقفنا عند هذا الحد كما فعل الآخرون.
المشاكل مع الحكومة اللبنانية ما المشاكل التي تواجهكم مع الحكومة؟ ليس لدينا مشكلة مع الحكومة اللبنانية، انما يبدو ان حكومة السنيورة لديها مشاكل معنا اذ كان من اللائق بحكومة السنيورة ان تكون مضيافة كشعب لبنان فهي تتعامل مع الجميع بطيبة خاطر، باستثناء تعاملها معنا، فبالرغم من كل التقارير التي تقدمها الهيئة الايرانية للحكومة اللبنانية عن حجم المشاريع الضخمة التي انجزناها والتي سننجزها لاحقا، فوجئنا بالرئيس السنيورة يقول ان الهيئة الايرانية نفذت بعض الجسور الصغيرة وطريق بعلبك - الهرمل لذلك شعرنا بعدم اللطف تجاهنا وارجو هنا توجيه هذا السؤال للسنيورة شخصيا عن سبب هذا الكلام، بالرغم من ارسالنا عدة تقارير له وللسلطات اللبنانية وتنفيذنا المشاريع بتقنية وجودة عاليتين كي تبقى تذكارا للشعب اللبناني.
الجميع يتكلم عن احتمال حرب جديدة، فماذا يكون موقفكم لو، لا سمح اﷲ، عادت اسرائيل ودمرت انجازاتكم؟ يقول الامام الخميني كل منكم مكلف بواجبه وليس مكلفا بمعرفة النتيجة ومن واجبنا اليوم الوقوف مع الشعب اللبناني، ومهما كانت الظروف في المستقبل سنعيد البناء من جديد، هذا من جهة، ومن جهة اخرى، فقد هزمت اسرائيل الجيوش العربية في ٦ ايام، بينما وقف الشعب اللبناني في حرب يوليو ٣٣ يوما وقفة صمود لا مثيل لها بشبابه وشيوخه، وهزم هذا العدو هزيمة نكراء لا لبس في نتائجها، فهل يمكن لهذا العدو المهزوم ان يكرر تجربته المريرة؟ ولنفرض انه عاود ارتكاب الخطأ فسيأخذ درسا هذه المرة اكبر من الهزيمة.
